لنبدأ هذه السطور بسؤال قد يخطر ببالكم من خلال رؤيتكم للصورة: هل هناك أي ارتباط بين تعلم اللغة وسباق الجري؟
قد يبدو السؤال غريباً، ولكن معاً سنكتشف أن الأمور مرتبطة ببعضها البعض بطريقة أو بأخرى.
يقول لي أحد الأشخاص ممن يريد تعلم اللغة الإنجليزية: “سأعترف لك بأنني قرأت عدة كتب في تطوير الذات وطرق النجاح في الحياة، وقد قرأت كتب في التحفيز وطرق تعلم الإنجليزية مثل هذا الكتاب ولقد وجدت نفسي متحمس داخلياً ومفعم بالرغبة الأكيدة، ولكن لدي ذات القدر من المبررات الكافية لأن تجعلني متقاعس متردد، والنتيجة أنني لم أحقق تعلم اللغة الإنجليزية بعد، فلو سمحت أبحث لي عن حل؟”
لماذا لم ينجح هذا الشخص في تعلم اللغة الإنجليزية رغم معرفته بطرق النجاح والوصول إلى الهدف (الأمر الذي قد يفتقده الكثير)؟ أحد الأجوبة التي يمكن أن نستخلصها من هذا الموقف يمكن أن نستفيده من تجربة سباق الجري!
سباق الجري أو الماراثون هو أحد الأنشطة التي تتشابه مع تعلم اللغة في جانبين مهمين تحقق المعادلة التالية: وجود الرغبة + الممارسة = النجاح، وهذه القاعدة يجب أن تكون في ذهن كل متسابق ومن دونها لن ينجح في غالب الأحوال. فمن دون ممارسة الرياضة والتدرب عليها بين فترة وأخرى قد يفقد المتسابق لياقته وتخفت طاقته لتحقيق المستوى المطلوب ولن يستغرب حينها أن يرى تفوّق أقرانه عليه. وقل كذلك في وجود الرغبة، وكما قالوا الرغبة والصبر أقوى طرق تحقيق الهدف، فمن دون الصبر على التعلم لن يدرك أحدنا المطلوب، ومن دون الرغبة فلن تمتلك الباعث الداخلي لتحريكك الذاتي نحو هدفك.
صاحبنا الذي سألني في الأعلى – مع المزيد من الحديث والتجارب – أخبرني بأنه جرب أن يخوض سباق ماراثون مع زملائه في المؤسسى التي كان يعمل بها حيث نسقت جهة العمل مسابقة للموظفين من أجل تجديد النشاط وكسر روتين العمل. فقرر صاحبنا المشاركة في سباق الماراثون. تجربة لم يخضها صاحبنا من قبل حسب قوله، لكنه أراد المشاركة. أنتهت الفعالية ولم يحقق صاحبنا مركزاً متقدماً بين زملائه رغم تمتعه بلياقة لابأس بها، لكنه خرج من هذا المارثون بدرس مفيد و نقطة مهمة للنجاح في الماراثون القادم: “لا توجد هناك طرق مختصرة للفوز!، يجب أن أعمل وأن أمارس الجري للدرجة التي سأتوقع معها تحقيق مركز متقدم. فأخبرته: لو كان هناك طريق مختصرة لقام الجميع باتباعها، أليس كذلك؟ قال صحيح. قلت له: وكذلك اللغة الإنجليزية، لا مفر من الاجتهاد والممارسة مع الأخذ بعين الاعتبار الوقت المطلوب للإنجاز حسب مستواك الحالي. ناقشنا موضوع الوقت المطلوب في هذا الموضوع
إذاً.. دعونا نأخذ درساً مهماً من هذا الموقف: من دون الرغبة والجهد، خطوة بخطوة، لن يتحقق لك ما تريد من تعلم اللغة واكتسابها الناجح. تعلم اللغة شيء يستحق أن تبذل له من وقتك اليومي بالممارسة والتواصل، ضع لك ساعة يومياً على الأقل ووزعها على مهارات اللغة الأربع في كل مرة. فهناك فوائد كثيرة من تعلم اللغات، وهو الأمر الذي يرتبط بتوجهاتك لهذه اللغة أو تلك. فماذا تنتظر إذاً؟ ابدأ بجدولك في تعلم اللغة ولاتقف عند مجرد قراءة هذا الموضوع.
ألتقيكم في موضوع آخر إن شاء الله،،
والله الموضوع صحيح لكن المشكلة أن جامعاتنا ومدارسنا ماتقدم شيء حلو ومرتبط بالحياة اليومية. عشان كذا احنا ما تعلمنا صح
أهلاُ بك أخي الكريم. هذا الأمر نعاني منه جميعاً، فالجامعات والمؤسسات تهتم بما تريد من الملتحقين أن يتمكنوا منه بعد التخرج. ليس هنا أحد يفهم ما تريد أكثر من نفسك! فابحث عما تحب وبالطريقة التي تحب حتى تنجح في التعلم.