السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يفكر خريج المرحلة الثانوية في إكمال دراسة اللغة الثانية (كالإنجليزية مثلاً) ويفكر في تطوير مهاراته اللغوية يبدأ في البحث عن الطرق والمسارات التي تمكنه من رفع مستواه اللغوي. فهو يرى الطلاب من حوله يتحدثون اللغة بشكل جيد ويتواصلون مع الأجانب بكفاءة عندما يتطلب الأمر. بعضهم قد يكون بدأ في تكوين صداقات مع متحدثي اللغة الإنجليزية بشكل مباشر أو عبر الإنترنت.
ثم يسأل هذا المتعلم نفسه: هل أدخل الجامعة من أجل أن أتعلم اللغة الثانية بفاعلية؟
وحتى نجيب على هذا السؤال دعونا أولاً نعرف ماهو هدف الجامعة من دراستك فيها؟
الدراسة الجامعية بشكل عام في تخصص اللغويات التطبيقية (كالإنجليزية أو الفرنسية) يهتم بشكل أكبر في اكسابك للمعرفة اللغوية والمعلومات المتعلقة بالتخصص. فمتوقع من تخرجك من تخصص اللغويات التطبيقية (والذي غالباً ما يتم تدريسه باللغة الإنجليزية) أن تتعرف على النظريات المتعلقة باكتساب اللغة الثانية (بعضها شيق على كل حال!)، ومعرفة أساسيات النحو، واكتساب قدر أدنى من أدب تلك اللغة من قصائد وروايات. أضف إلى ذلك طرق البحث ومنهجياته، وإن كنت تدرس هذا التخصص في كلية التربية فسيكون لديك نصيب وافر من طرق التدريس باللغة الإنجليزية في التخصص.
هل لاحظت معي أن كل هذه العناصر لاترتبط بشكل مباشر مع مهارات التواصل (المحادثة والاستماع) والمكتوبة (القراءة والكتابة) التي تبحث عنها؟ ببساطة لأن هذا الهدف ليس من أهداف الجامعة والتي تتوقع من الطالب أن يتمتع بها. وليس هذا عيباً في الجامعة على كل حال، فمن حق الجامعة أن تضع أهدافها التي تراها مناسبة لطلابها. ما أريد قوله هنا هو أن تعلم اللغة في أروقة الجامعة هو أقرب لكونه دراسة أكاديمية للغة أكثر منها مهارات يومية. ضع هذا في ذهنك!
ولأن كثير من الطلاب يغفلون عن هذه الحقيقة (ولا استثني نفسي أثناء دراستي الجامعية!) فقد يفقدون شهيتهم اتجاه تعلم اللغة بعد فترة وجيزة من بداية السنة الدراسية. يبدأ الإحباط بالتسلل إليهم ثم يتهمون أنفسهم بلا سبب منطقي ليجدوا أنفسهم بعدة مدة أمام هموم الاختبارات النصفية والنهائية، ثم ما يلبث هذا الحماس اتجاه تعلم اللغة أن ينهار شيئاً فشيئاً أمام محاولة الحصول على درجة مرضية في الاختبارات. وحينها تتحول دراسة اللغة حينها إلى مجرد بضاعة تشتريها وقت الامتحان ثم تبيعها بعده!! فلا يعود للمعلومات التي حفظتها جدوى بعد الخروج من قاعة الاختبار! ربما هكذا تحدثك نفسك؟ وربما هذا نايحصل فعلاً.
هل نقول إذاً: لاتدخلوا الجامعات وسافروا للخارج؟ طبعاً لا، فليس دخول الجامعة في تخصص اللغويات التطبيقية خطأً في حد ذاته، بل إنه قد يكون معيناً على التحصيل ورفع المهارة اللغوية، لكنه بالتأكيد ليس الوسيلة الوحيدة والرئيسية التي يمكنك الإتكال عليها. وسأعيد لك نصيحة ذكرتها في مقال سابق، ابحث دائماً عن الأشياء الممتعة التي من خلالها تتعلم اللغة، وهذا غالباً لن يحصل في مقعد الجامعة الممل! بل قد تجده على الانترنت أو ربما بين يديك في الهاتف المحمول، وغير ذلك من الوسائل المتاحة. فتش حولك فقط وستجد الكنوز!!
آمل أن يكون هذا النقاش قد أثار قضية مهمة لتعلم اللغة بفاعلية لاسيما فيما يرتبط بالدراسة الجامعة، وإلى أن نلتقي في مقال قادم بإذن الله.
اقسم بالله انك صادق في كل كلمه قلتها ، انا اخر سنه تخصص لغات دخلته لان كنت احب ماده الانقليزي ايام الثانوي وكانت اكثر ماده ممتعه عندي بس لما دخلت لغات انصدمت وفعلا شغف تعلم اللغه قل كثيير من يوم تخصصت احفظ الشي بس عشان الاختبار 😑💔
جتني هذي الصدمه في السنه الاولى بعد ماتخصصت وكانت لازالت مصاحبتني حتى السنه الثانيه وكنت اتفكر انا ليش دخلت هالتخصص وادور عالاشياء اللي استفدتها منه لكن مالقيت وقتها … بس الحمدلله بالسنه الثالثه عقب تعمقي بمادة الترجمه وبعض مواد الادب استمتعت جدا الا ان اللي مخرب علي كمية المفردات العلميه والادبيه الجديده علي والاحباط اللي يجيني اذا مافهمتها او اذا ماحصلت درجات جيده رغم حبي للمواد..
استاذ انا كثير اريد تعلم اللغة الانجليزية ولكن انا الآن في المرحلة الثانوية في تركيا أكمل دراستي هل اتعلمها عن طريق دورات ولا الجامعة بماذا تنصحني استاذ من فضلك استاذ
أهلاً بتول. حسبما ناقشناه في الموضوع فإن الاتكال على تخصص الجامعة لتعلم اللغة ليس خياراً ذكياً. الأفضل أن يكتسب ذلك عبر التعلم الذاتي